إلا ليستحوذ على المال ويفعل به ما يريد، وكان الواجب عليه أن يقول:
المال مال المسلمين، فنرى هنا فطنة معاوية - المعهودة فيه - لهذه الكلمة المسمومة، ولهذا أجاب رغبة أبي ذر بجواب الحكيم والسياسي الخبير، من غير أن ينفي المال عن الله - كما هو الواقع - ومن غير أن يغضب أبا ذر - - لله دره من سياسي حاذق - فقال: لا أقول إنه ليس لله، ولكن سأقول مال المسلمين، فجوابه هذا إرضاء لأبي ذر - في الظاهر - وإن كان المال مال الله كما قال أول مرة، وهذه حيلة ودسيسة دسها اليهودي ليتوصل بها إلى الفتنة بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فهذه إحدى دسائس اليهود الماكرين ومكائدهم للمسلمين.
ومثل ذلك في عصرنا الحاضر هذه النحلة الماركسية اليهودية الاشتراكية والشيوعية الملحدة التي أخذت مبادؤها الهدامة للعقيدة الإسلامية والأخلاق الكريمة الفاضلة تظهر وتنتشر في الأوطان الإسلامية في وقتنا هذا مستعملة كل وسائل الخداع والتمويه والتضليل في أوساط المسلمين الضعفاء في دينهم وأخلاقهم وعقيدتهم، وقد ألبسوها لباس التقدم والتقدمية، وأطلقوا على أنفسهم - التقدميين - وعلى من خالفهم في كفرهم بربهم - الرجعيين - ليجلبوا ضعفاء الإيمان إليهم، فيكونون ناجحين بإخراج طائفة من المسلمين من دينهم وكفرهم بدين الله وبالرسول صلى الله عليه وسلم، وفعلا فقد انخدع بها البعض منهم كما انخدع أبو ذر بعبد الله بن سبأ اليهودي فيما دعاه إليه، كما مر آنفا. غير أن حقيقة الخداع والتمويه ستنكشف وتظهر الحقائق فيما بعد: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (?).