ذكر من أنواع المكر والكيد المعروفة فيهم - إلى اليوم - والمذكورة في كتب التاريخ والسير، لكن الله الذي أرسله رحمة للعالمين حفظه ونجاه من جميع المكائد اليهودية، كما نجاه من مكائد المشركين، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (?) فكم لليهود من دسائس منكرة كشف عنها أولوا البصر الثاقب من علماء الإسلام الأجلاء الذين يغارون على دينهم، ولا يرضون أبدا أن ينال منه أحد أو ينتقصه منتقص - كائنا من كان - وغيرهم يسمع ويبصر ولا يتحرك للدفاع عنه، كمكيدة الاشتراكية اليهودية التي ارتمى في أحضانها بعض حكامهم الذين لا يخافون الله والتاريخ فرحم الله علماء الإسلام وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي به العاملين المخلصين.

وكم من يهودي ادعى الإسلام - ظاهرا - من غير أن يسلم في باطنه وواقعه وحقيقة أمره، بل أسر الكفر بالإسلام وبرسوله، ليتمكن من محاربة الإسلام وهو آمن لا خوف عليه.

والذي جعل اليهود يتظاهرون بالإسلام - بلا إسلام - إلا القليل منهم - هو تأمين حياتهم في الوسط الإسلامي الذي كانوا يعيشون فيه، مع أنهم أهل ذمة لهم الأمن والحفظ على المسلمين في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم - حسبما أوصى بذلك الإسلام - ففي وسط هذه المعاملة الحسنة لهم عملوا على جلب عدد من المسلمين إلى آرائهم وأفكارهم، حتى يأنس المسلمون إليهم ويثقوا فيهم، فيكونون بهذا الاختفاء والتستر بالإسلام قد قضوا أوطارهم، من إفساد دين المسلمين على المسلمين، مع التأمين على حياتهم.

فكثيرا ما اغتر المسلمون بالمظاهر، مكتفين بها من غير تعمق واستقصاء في البحث إلى دواخل الأمور: وذلك راجع إلى طهارة قلوبهم وحسن نياتهم، ونظرهم إلى الناس بمنظار الإيمان الصافي، لهذا ينخدعون سريعا بالمظاهر، وفي تاريخ الإسلام والمسلمين - القديم والحديث - أمثلة شاهدة على ما قلت إلى يومنا هذا.

وفي الجزائر - مثلا - وقعت أمور من هذا النوع، والأمثلة كثيرة - منها قصة بوشناق وبوخريص - باكري - اليهوديين الجزائريين الذين كانت لهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015