يقولون لي فيك انقباض وإنما ... رأوا رجلا عن موقفه الذل احجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزة النفس أكرما
وما زلت منحازا بعرضي جانبا ... من الذم اعتد الصيانة مغنما
ولم أقض حق العلم إن كان كلما ... بدا طمع صيرته لي سلما
وما كل برق لاح لي يستفزني ... ولا كل من لاقيت أرضاه منعما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ... ولكن نفس الحر تحتمل الظما
انهينها عن بعض ما لا يشينها ... مخافة أقوال العدا فيم؟ أو لما؟
ولم ابتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة؟ ... إذن فاتباع الجهل قد كان احزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما