ودوسرة، واللام من إرقال وتبغيل، والنون من عنسٍ وقنوان، والقاف من قرواء مقذوفة. فكونها جميعا متقاربة المعاني، يجعلها من قبيل التكرار الملحوظ. وكونها تشترك في أحرف مراد بها تقوية الرنين، يقرب بها من التكرار الترنمي. فهذا قولنا آنفا إن الشاعر يكتفي- إذا اختصر أمر السفر - بشيء هو مزيج من التكرار عند التكرار الترنمي والتكرار الملحوظ. وسنفصل الحديث عن هذا النوع من التكرار عند كلامنا عن الجناس.
وهاك بعد مثالًا آخر:
فسل الهم عنك بذات لوث ... عذافرةٍ كمطرقة القيون (?)
بصادقة الوجيف كأن هرًا ... يباريها ويأخذ بالوضين (?)
كساها تامكًا قردًا عليها ... سوادي الرضيخ مع اللجين (?)
وهكذا- فتأمل كيف احتفظ بالذال في قوله: "ذات لوث وعذافرة" ثم كيف كرر القاف في "مطرقة القيون"، و "صادقة الوجيف" وفعل مثل ذلك بالكاف في "كساها، وتامكا".
هذا وإذا أطال الشاعر صفة السفر، فهو يعمد إلى أصناف التكرار الترنمية والصورية إلى تحدثنا عنها من قبل. وذكر المواضع كثير في صفة رحلات الحمر الوحشية والبقر والنعام كشرته في النسيب، ولا عجب، فالجو الذي يشيعه وصف الوحش، في قصائد العرب الأوائل. من سنخ الجو الذي يشيعه النسيب، إذ أنه مفعم