تسعون ألفًا كآساد الشرى نضجت ... جلودهم قبل نضج التين والعنب
يا رب حوباء لما اجتث دابرهم ... طابت ولو ضمخت بالمسك لم تطب
هذا قريب من قوله ما ربع مية وسماجة غنيت. أي طابت النفس بسرور النصر وذلك أطيب من المسك. وذكر المسك لقولهم ما كان الطيب إلا المسك برفع المسك وهو من كلمات الكتاب فأحسبه يشير إلى ذلك.
والحرب قائمة في مأزق لجج ... تجثو الكماة به صغرًا على الركب
صغرا أي تصاغوا لكي يقدروا على المأزق اللجج ولعل الرواية الصحيحة لحج بحاء مهملة مكسورة وجيم معجمة وشرح التبريزي يدل على ذلك إذ لحج بالحاء المهملة والجيم من باب فرح هي المناسبة لسرحه إذ شرح فقال: لحج في الشيء إذا نشب فيه فلم يخلص وقد يقال مكان لحج أي ضيق- كل ذلك في الطبع (ص 71) بجيمين وفي مادة لحج في القاموس لحج السيف كفرح نشب في الغمد ومكان لحج ككتف والملاحج المضايق. قلت كل ذلك بحاء مهملة قبل الجيم وليس شيء في مادة اللجاج بمطابق ما وقع في شرح التبريزي من تحريف طابع أو ناسخ وأحسب رواية مختارات البارودي لحج بحاء مهملة فجيم وهو الصواب. صغرًا بضم الصاد بعدها غين معجمة ساكنة مصدر صغر ككرم. والصورة مأخوذة من صفات أيام صفين وأبو تمام كان أعلم بذلك من حاق الممارسة للحروب.
كم نيل تحت سناها من سنا قمر ... وتحت عارضها من عارض شنب
كم كان في قطع أسباب الرقاب بها ... إلى المخدرة العذراء من سبب