إذا ما أراد الغزو لم تثن همه ... حصان عليها عقد در يزينها

وذكر كأس الكرى لأن عادة العرب أن تترك الخمر إذ غزت وقد أراق الربيع بن زيادة زقاق خمره لما بلغه مقتل مالك بن زهير وحرم النساء وقال:

أفبعد مقتل مالك بن زهير ... ترجو النساء عواقب الأطهار

فجعل كأس المعتصم التي أراق كأس كراه كما تقدم ذكره. وأحسبه أخذ تصير الكرى كأسًا من قول تأبط شرا:

فاحتسوا أنفاس نوم فلما ... هوموا رعتهم فاشمعلوا

ولا يلام على أخذ وهو بعد صاحب ديوان الحماسة.

قالوا- وهو الذي في شرح التبريزي: زبطري منسوب إلى زبطرة وهي بلد فتحه الروم فبلغ المعتصم فيما قيل أن امرأة قالت في ذلك اليوم وامعتصماه فنقل إليه ذلك الحديث وفي يده قدح يريد أن يشرب ما فيه فوضعه وأمر بأن يحفظ فلما رجع من فتح عمورية شرب.» أ. هـ

عداك حر الثغور المستضامة عن ... برد الثغور وعن سلسالها الحصب

أجبته معلنًا بالسيف منصلتا ... ولو أجبت بغير السيف لم تجب

أي أجبت الصوت الزبطري

حتى تركت عمود الشرك منعفرا ... ولم تعرج على الأوتاد والطنب

أي قصدت مدينة الكفر المستعصية فعفرت خدها وهو المعنى الذي كان فيه من خراب عمورية فعاد إلى صفة الحرب، وبعد أن وصف حال المعتصم وصف حال عدوه، وجعل هذا في مقابلة ذلك.

لما رأى الحرب رأى العين توفلس ... والحرب مشتقة المعنى من الحرب

فهذا تفسير اقتصادي للحرب والمعنى قديم ويدعي السبق فيه لكارل ماركس وسبقه في طريقة تأويل بعض أحداث التأريخ في ضوئه لا في نفس المعنى وقد زعم «براتراند رسل» في تأريخ الفلسفة الغريبة أن أفلاطن سبق ماركس ولكن المعنى أقدم من ذلك لمن تأمله.

غدا يصرب بالأموال جريتها ... فعزه البحر ذو التيار والحدب

هيهات زعزعت الأرض الوقور به ... عن غزو محتسب لا غزو مكتسب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015