وصفه أبو تمام لعمورية فرتب عليه ما رتبه فأجاد من نعته لكليو بترا. وقد ذكر ناقدوه (وهو كذلك) أنه أخذ من صفة «بلوتارك» كليو بترا والسطر الأول وأول الذي يليه شبه صياغة أبي تمام فيها شديد فتأمله. وقد مر بك عتق صلة الاستشراق الإنجليزي منذ زمان أديلارد البائي صلى الله عليه وسلمdelard of رضي الله عنهath (القرن الثاني عشر) وروجر بيكون (القرن الثالث عشر) وشوسر (القرن الرابع عشر) وبدويل معاصر شكسبير ممن نعلم وغير هؤلاء ممن لا نعلم.
ثم يقول أبو تمام:
حتى إذا مخض الله السنين لها ... مخض البخيلة كانت زبدة الحقب
وقد ذكرنا هذا البيت من قبل وما ضمنه أبو تمام من إشارة إلى بخيلة حميد بن ثور- «وزبدة الحقب» هذه هي الفتح وهو خلافًا لما استقراه أهل الصلب من نجومهم كربة سوداء
أتتهم الكربة السوداء سادرة ... منها وكان اسها فراجة الكرب
جرى لها الفأل نحسًا يوم أنقرة ... إذ غودرت وحشة الساحات والرحب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت ... كان الخراب لها أعدى من الجرب
كم بين حيطانها من فارس بطل ... قاني الذوائب من آنى دم سرب
بسنة السيف والخطى من دمه ... لا سنة الدين والإسلام مختضب
الرحب بكسر الراء جمع رحبة بفتح الراء والحاء وتسكن زعم التبريزي أنها رحاب ثم خففت والذي أنشده بفتح الراء والحاء كشجر جمع شجرة وهذا أوضح والذي ذكره التبريزي رواه قال والأصل أن يقال رحاب بالألف فحذفت لأنه حر لين كما قالوا ثلل في جمع ثلة والأصل ثلاث وذكر صاحب القاموس في جمع ثلة المفتوحة الثاء أنها كبدر (أي جمع بدرة) وسلال. فهذا كقول التريزي ولكنه في جمع رحبة بفتح الحاء وسكونها والراء مفتوحة ذكر صيغتي رحب ورحبات مع رحاب المكسورة الراء وذكر التسكين فيهما مع الفتح ولم يذكر كسر الراء من رحب ولا يحتج به على التبريزي. وروى التبريزي «بسنة السيف والحناء من دمه» والذي أثبتنا هو الذي اختاره البارودي وهو مروي واستحسنه التبريزي قال: «وبعضهم ينشد «بسنة السيف والخطى من دمه» وهو أجود في صحة المقابلة لأنه يقابل الدين والإسلام بشيئين ليسا في الحقيقة مختلفين، إذ كانا من آلة الحرب، وهو في الرواية الأخرى يقابل الدين والإسلام بالسيف