وقد كان أبو تمام وصافًا للطبيعة، وهذه الصورة منتزعة من نعمة الغيث وبهجة نبت الربيع، وقد استمر بصورة النعمة الربيعة فأتبع أثواب الأرض القشب المنى الحفل أي الممتلئات الضروع كالنعم التي رتعت فدرت ضروعها ولكنها حلبها عسل وهذا مبالغة في معنى النعمة.

يا يوم وقعة عمورية انصرفت ... عنك المنى حفلاً معسولة الحلب

تأمل هذا التجسيد للمنى، أي الآمال- أي قد تحققت فهذا احتفال ضروعها.

أبقيت جد بني الإسلام في صعد ... والمشركين ودار الشرك في صبب

أم لهم لو رجوًا أن تفتدي جعلوا ... فداءها كل أم برة وأب

فجعل عمورية أما مفداة- وقد خلص إلى ذكر قوتها وامتناعها في تأكيد معنى عظمة الفتح الذي ذكره. ثم انتقل من صورة الأم المفداة إلى صورة البكر العزيزة التي لا تنال. وكلا المعنيين لو تأملته راجع إلى قوله «بالأوثان والصلب» إذ عند النصارى ضرب من تأليه للعذراء أم المسيح سلام الله عليهما فأخذ أبو تمام قوله «أم لهم» من معنى الأم المقدسة، وأخذ معنى البكر العزيزة من معنى العذراء المقدسة، عمد إلى ذلك أو تداعت به المعاني.

وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها ... كسرى وصدت صدودًا عن أبي كرب

هو تبع ملك اليمن

بكر فما افترعها كف حادثة ... ولا ترقت إليها همة النوب

من عهد إسكندر أو قبل ذلك قد ... شابت نواصي الليالي وهي لم تشب

قال شكسبير في صفة كيلو بترة

صلى الله عليه وسلمge cannot wither her, nor custome stale

Heer infinite variety, other woman cloy

The appetites they feed, but she makes hungry

Where most she satisfies

وترجمة هذا على وجه التقريب كما ترجمناه في كتابنا التماسة عزاء بن الشعراء

فلا العمر مبليها ولا عادة اللقا ... بها من مجاليها الصنوف تضيع

سواها من النسوان يتخمن بالجدا ... وأقوى إذا ما أشبعتك تجيع

ولا أستبعد بل أرجح أن يكون شكسبير قد نمى إليه علم ما عن هذا الوصف الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015