وحش الناس لسكناه الصحراء وذلك بمشهد من إخوته كما في الترجمة الإنجليزية صلى الله عليه وسلمnd he shall dwell in the presence of all his brethren وكل ندية أي في كل مجلس يختلفون معه ويختلف معهم ويقاتله الناس ويقاتلهم وزعم النبهاني رحمه الله أن هذا مذكور في كل مجلس تقرأ فيه التوراة وليس بوجه قوي. وبشارة موسى عليه السلام في سفر التثنية 18 في رقم 14 - 22 «ويقيم لك الرب نبيًا من وسطك من إخوتك مثلي له تسمعون حسب كل ما طلبت من الرب إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلًا لا أعود أسمع صوت الرب إلهي ولا أرى هذه النار العظيمة أيضًا لئلا أموت قال لي الرب قد أحسنوا في ما تكلموا أقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به إلخ» في النص الإنجليزي from the midst of thee, of the brethren, like unto me; ثم مرة أخرى في رقم 18 I will raise them up a Prophet from among their brethren. وعند البوصيري أن هذا المبشر به ينبغي أن يكون من أصل إبراهيم لا من إسرائيل- قال رحمه الله:

من مثل موسى قد أقيم لأهله ... من بين إخوتهم سواه رسولا

أو أن إخوتهم بني العيص الذي ... نقلت بكارته لإسرائيلا

باع العيص (عيسو) بكارته (بكوريته) لأخيه يعقوب بخبز وطبيخ عدس (التكوين 25 رقم 24) «فأعطى يعقوب عيسو خبزًا وطبيخ عدس فأكل وشرب وقام ومضى فاحتقر عيسو البكورية».

وأما حرمان العيص من البركة فكان بسبب أن أباه كان يحبه وأمه كانت تحب يعقوب وكان كما قالت القصة التي ذكروها قد عمى إسحق أو ضعف بصره فجاءه يعقوب بصفة العيص وذلك بتدبير أمه رفقة- (الإصحاح السابع والعشرون والخبر كما في هذا الإصحاح ذو أحزان) - فباركه أبوه وحرم من البركة العيص انظر رقم 28 - : «فقال عيسو لأبيه ألك بركة واحدة فقط يا أبي باركني أنا أيضًا يا أبي ورفع صوته وبكى إلخ».

وجبال فاران بين علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب في بيانها اختلاف وأوضح الوجوه أنها المراد بها جبال موحشة لمطابقة هذا اللفظ فرا وهو الموصوفة به الوحشية والذي في خبر إسمعيل، فإن كان ذلك كذلك فمن قال إنها جبال مكة لم يباعد لقوله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015