وتمضي القصة فيرسل داود زوج المرأة في وجه الحرب الشديدة حتى مات وكان هذا قصده فتأمل (انظر ص 466 - 469) من رقم 2 إلى رقم 17.
وأما قذفهم لوطًا فزعمهم أنه أحبل بنتيه وهو ثمل، أحبل الكبرى ثم أحبل الصغرى وذلك أنهما ائتمرتا وخافتا أن ينقطع نسل أبيهما وذلك بعد هلاك قوم لوط وخراب دورهم- «التكوين 19 رقم 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 وهو آخر الإصحاح التاسع عشر- من ذلك فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ..... إلى قوله ..... وقامت الصغيرة واضطجعت معه إلخ» وأما قذف روبيل وهو كبير أبناء يعقوب عليه السلام فزعموا أنه فسق بسرية أبيه وهي له أي لأبيه أم ولد ولدت له دانا ونفتالي وكانت قد وهبتها له فيما زعموا راحيل لما ولدت أختها ليا ولم تلد هي (تكوين- 30 (الثلاثون رقم 4 إلى 8). هذا وخبر بلهة وقذف روبيل في الخامس والثلاثين من التكوين رقم 22 حيث قال وحدث إذ كان إسرائيل ساكنًا في تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه وسمع إسرائيل. ولولا أن البوصيري أشار إلى هذا القذف لنزهنا الطرس عنه إذ هذا من الذي لا يجوز ذكره في حق الأنبياء عليهم السلام وهو مما حرف به القوم كتابهم فخلطوا أساطير الأولين بأنباء من لا شك فيهم أنهم أولو عصمة.
وليا وراحيل ابنتا لابان تزوجهما يعقوب، عندهم أنه تزوج ليا أولًا ولم تكن حسنة وكان يحب راحيل فخدعه أبوها ثم تزوج عليها راحيل وهي أم سيدنا يوسف عليه السلام فيوسف وروبيل ابنا خالة. وزعموا أن راحيل كانت عقيمًا حتى ولدت أختها ليا أربعة أبطن وهي عقيم وجاريتها بلهة بطنين وهي عقيم والذي ذكره الزمخشري أن يعقوب عليه السلام صارت إليه راحيل بعد موت ليا وهذا أشبه بسياق القصة وبحق نبي الله يعقوب وبنيه عليهم السلام وقد أشار البوصيري إلى هذا الخلط والتحريف في قوله:
لووا بغير الحق ألسنة بما ... قالوه في ليا وفي راحيلا
وجنوا على هارون بالعجل الذي ... نسبوا له تصويره تضليلا
وعندنا أن صاحب العجل هو السامري وعندهم أن هرون جمع حليهم وقذفها في النار فأخرج لهم عجلًا جسدًا له خوار أو كما قالوا- انظر الإصحاح الثاني والثلاثين من سفر الخروج صلى الله عليه وسلمxodus من 1 إلى 6 فما بعد، ومن ذلك (رقم 3 - ص 140) «فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا إلى هارون فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالإزميل وصنعه عجلًا مسبوكًا فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر إلخ».