وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء، لأني حزنت أني عملتهم. وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب».
والشاهد أن لله بنين كآلهة اليونان الوثنيين. وأنه كان في الأرض طغاة كما يبدو ليسوا في طاعة الله ولعلهم بل هو الظاهر أنهم ليسوا من خلقه. ثم حزن الله وندمه لأنه عمل الإنسان- فهذا أمر بدائي وثنى كما ترى.
جوزوا النسخ مثلما جوزوا ... المسخ عليهم لو أنهم فقهاء
هو إلا أن يرفع الحكم بالحكـ ... ــــم وخلق فيه وأمر سواء
ولحكم من الزمان انتهاء ... ولحكم من الزمان ابتداء
فسلوهم أكان في مسخهم نسـ ... ـــــخ لآيات الله أم إنشاء
أي إذ رووا جواز المسخ كمسخ الحية فمشت على بطنها بعد أن «كانت أجمل حيوانات البرية التي عملها الرب» [الإصحاح? ]- فإذا كان المسخ جائزًا فإن النسخ جائز وهم ينكرون علينا النسخ وما النسخ إلا رفع حكم بحكم آخر. فهو نسخ أمر بأمر آخر من تصريف الله. كما أن المسخ رفع هيئة وخلق بخلق آخر. سلوهم هل المسخ الذي أوقعه الله تعالى أهو نسخ لآيات الله التي سبقت بصنعه ما صنع أم إنشاء جديد أنشأه؟ أيما القولين قالوه ألزموا به قبول النسخ. قوله هو إلا أي هو سواء إلا إلخ كما مر التفصيل.
أو ما حرم الإله نكاح الـ ... أخت بعد التحليل فهو الزناء
أي إن كان الذي سبق من نكاح الأخوات على عهد آدم ومن بعد قبل التحريم حلالًا فالتحريم نسخ وإن لم يكن حلالًا فقد كان زناءً وهذا محال إلا أن يقوله زنديق، وينسب إلى المعري، وما أشبه أن يكون افتراءً عليه؛ أنه قال فيما قاله من شعر «وإن جميع الناس من طينة الزنا».
لا تكذب إن اليهود وقد زا ... غوا عن الحق معشر لؤماء
قوله: وقد زاغوا عن الحق يعني نقضهم ميثاقهم، وجهلاء اليهود يحسبون أن الأمر عنصرية أو قبلية وأن الله كأنه رأس قبيلتهم، وكلام أنبيائهم يدل على خلاف هذا، لأن الله معهم ما داموا على الميثاق. قال تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم}. وقال تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}.