وأخذه المعري فقال:

وقد زعم النصارى أن عيسى ... توخته اليهود ليصلبوه

وما أبهوا وقد جعلوه ربًا ... لكيلا ينقصوه ويجدبوه

أي وما فطنوا ليتجنبوا نسبته إلى ما يعيبه وينقص من قدره بهذا الذي زعموه من قتله وصلبه. وفي الطبعة المصورة حديثًا من اللزوميات:

وقد أبهوا وقد جعلوه ربًا ... لكيلا ينقصوه ويجدبوه

وهذا تحريف كأن الذي دسه أراد أن يبرر به عقيدة النصارى، وليس هذا التغيير بمغير في المعنى من شيء إذ يصير المعنى عليه وقد فطنوا ليجنبوه العيب والنقص بالذي نسبوه إليه من القتل والصلب فجعلوه ربًا، كأن دعوى الربوبية تستر هذا العيب وليست بساترته. فتأمل.

قتلته اليهود فيما زعمتم ... ولأمواتكم به إحياء

إن قولًا أطلقتموه على اللـ ... ــــه تعالى ذكرًا لقول هراء

وهذا فصل ختم به الهجوم على النصارى ثم أخذ في مناقشة اليهود.

مثل ما قالت اليهود وكل ... لزمته مقالة شنعاء

إذ هم استقرئوا البداء وكم سا ... ق وبالًا إليهم استقراء

وأراهم لم يجعلوا الواحد القهـ ... ـــــهار في الخلق فاعلًا ما يشاء

مثلًا في الأصحاح السادس من سفر التكوين من عند أوله كما في الترجمة التي أصدرتها دار الكتاب المقدس طبعة كوريا سنة 1976 ص 10 - 11: «وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا. فقال الرب لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة. كان في الأرض طغاة في تلك الأيام وبعد ذلك أيضًا إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادًا. هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم.

ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم. فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وأسف في قلبه. فقال الرب أمحو عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015