أي الثلاثة.

أم سواهم هو الإله فيها نسبة عيسى إليه والانتماء

أي أنه لا بد من تقدير إله مدبر غير عيسى والثالوث الذي معه، إذ من كان إله الكون ومدبره في اللحظة التي مات فيها يسوع وهذا اسم عيسى عندهم؟ إذن لا بد أنه للكون إله دبره في تلك اللحظة. وإذ هو غير يسوع، فما نسبة يسوع وما انتماؤه إليه؟ براءة لسيدنا عيسى عليه السلام مما يصفونه به، قال تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق}.

وقد جاء البوصيري بالحجة التي أدلى بها ههنا بتفصيل وتوضيح أكثر في لاميته المنصوبة من الكامل التي أولها:

جاء المسيح من الإله رسولا ... فأبي أقل العالمين عقولا

وسنذكر منها بعد يسير إن شاء الله؛ ثم يقول البوصيري رحمه الله:

أم أردتم بها الصفات فلم خصـ ... ــــصت ثلاث بوصفه وثناء

أم هو ابن لله ما شاركته ... في معاني البنوة الأنبياء

أي هذا التثليث لا يمكن التعبير عنه بأنه صفات إذ صفات الله عز وجل أكثر من ذلك وليست هي بذاته فيضاف إليها ما أضفتم من معاني التركيب والحلول. ومن حمل البنوة على معنى المجاز لزمه أن يعمم فيجعل كل الناس بنين لله سبحانه وتعالى، فالزعم بمجازية منفردة مخصصة به وحده باطل.

قتلته اليهود فيما زعمتم ... ولأمواتكم به إحياء

هذا ما وضحه أبو الطيب حيث قال:

ويستنصران الذي يعبدان ... وعندهما أنه قد صلب

ليدفع ما نابه عنهما ... فيا للرجال لهذا العجب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015