الشهرستاني وقد أحجم الناس عن شرحها. والذي فيها خلاصته أن الأعداد أجناس وتبويب للأمور لا حقائق في ذواتها ويؤيد ما ذهب إليه أشياء في معادلات الرياضيات لا يمكن تأويلها إلا على هذا الوجه. وفي كتاب الشهرستاني في المقدمة المذكورة وفي ترجمة إبراهيم النظام أشياء من باب الرياضيات وعلوم الآليات مذهلة وتفصيل شرحها واجب وعسى أن تكون فيه غير ما ذكرنا مواضع يوقف عندها عدد.
أإله مركب ما سمعنا ... بإله لذاته أجزاء
الأب والابن والروح القدس وأضيف إلى هؤلاء بآخرة الأم العذراء، وفي الطبعة الأولى للقاموس المنجد في شرح العذراء أنها أم الإله المتجسد فتأمل.
ألكم منهم نصيب من الملـ ... ــــك فهلا تميز الأنصباء
أتراهم لحاجة واضطرار ... خلطوها وما بغى الخلطاء
في هذين البيتين مع الإشارة القرآنية- إذ يشير إلى قوله تعالى: {وإن كثيرًا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم}.- مع ذلك أنفاس من بيئة حياة الريف المصري فإن الطين يورث ويختصم عليه وفيه قضايا الإفراز التي بغيرها يطول اشتباه الأمور وتضيع الحقوق للغالب من بغي الخلطاء بعضهم على بعض.
أهو الراكب الحمار فيا عجـ ... ــــز إله يمسه الإعياء
إذ لو صح أنه إله لبطل أن يمسه تعب وأن يحتاج إلى ركوب الحمار، ولا يمكن أن يعتذر لذلك أو يفسر بأنه على وجه الهداية، إذ لما أراد الله أن يتجلى بألوهيته للبشر نزل بينهم في صورة بشر، إذ هو قادر سبحانه على أن يرسل إليهم بشرًا رسولا. ثم أن يحمل الحمار إلهًا مشكل، إلا أن نزعم حلول الإله في الحمار تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. وبهذا حجة البوصيري:
أم جميع على الحمار لقد جل حمار بجمعهم مشاء