فقال الحمداني:

إذا نلت منك الود فالكل هين إلخ

وكأن حسب أنه بالكل يزيد على قول أبي الطيب فالمال -وقد نقص عن مستواه من جهتي الإيقاع والمعنى هنا.

وحاكى الشريف قول أبي الطيب:

ألا كل ماشية الخيزلي ... فدى كل ماشية الهيدبي

وكل نجاة بجاوية ... خنوفٍ وما بي حسن المشي

فقال في مطلع بائية له:

لغام المطايا من رضابك أعذب ... ونبت الفيافي منك أشهى وأطيب

فالأول خشن جاف جاس وما زاد فيه شيئًا على مقال أبي الطيب وقد فسر أبو الطيب نفديته للناقة بالمحبوبة النسيبية- إذ جلي أن هذا مراده ولم يفعل الرضى شيئًا من ذلك بل حاول أن يؤكد معناه بعجز البيت فأفسده إذ نبت الفيافي معروف بالطيب. فأن يجعله أطيب منها نسبة منه لها إلى عكس طيب الرائحة، على وجه تخالطه معاني ملابسة الواقع. ولا يخفى ما في هذا من فساد المعنى وقبحه.

وقد نظم البحتري قصيدته في الذئب التي أولها:

سلام عليكم لا وفاء ولا عهد ... أما لكم من هجر أحبابكم بد

وأكثر غرضها جار على معنى شكوى الحال والفخر، قال:

يود رجال أنني كنت بعض من ... طوته الليالي لا يروح ولا يغدو

ولولا احتمالي ثقل كل ملمةٍ ... تسوء الأعادي لم يودوا الذي ودوا

ذريني وإياهم فحسبي صرامتي ... إذا الحرب لم يقدح لمخمدها زند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015