بالطبرزين. ولقد كان البطل المجاهد الصالح يوسف بن تاشفين أسمح نفسًا وأرق فؤادًا من المعتمد بلا ريب. رحمهم الله إنه غفور رحيم.

وإذا الشيء بالشيء يذكر فإن أبيات المعتمد التي أولها:

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورًا

مما ينبغي أن ينبه أنه مما يروى لأن قائله كان ملكًا من شأنه كذا وكذا. وكذلك أبيات ابن اللبانة في ابن المعتمد وقد رآه صائغًا بعد الملك:

أذكى القلوب أسى أجرى الدموع دمًا ... خطب وجودك فيه يشبه العدما

وعاد كونك في دكان قارعةٍ ... من بعد ما كنت في قصر حكى ارما

يعني قارعة الطريق.

صرفت في آلة الصواغ أنملة ... لم تدر إلا الندى والسيف والقلما

يد عهدتك للتقبيل تبسطها ... فتستقل الثريا أن تكون فما

يا صائغًا كانت العليا تصاغ له ... حليًّا وكان عليه الحلي منتظمًا

للنفخ في الصور هول ما حكاه سوى ... يوم رأيتك فيه تنفخ الفحما

وددت إذ نظرت عيني إليك له ... لو أن عيني تشكو قبل ذاك عمى

لح في العلى كوكبًا إن لم تلح قمرا ... وقم بها ربوة إن لم تقم علما

زعم صاحب معاهد التنصيص أن هذه الأبيات من محاسن المبالغة. وعندي أن شأنها قصة من قيلت فيه.

وكان عبد المؤمن بن علي من رجالات المغرب شاعرًا جوادًا ذا بأس شديد وكان ناقدًا ذا بصر في ذلك. رووا أن شاعرًا أنشده كلمة أولها:

ما للعدة جنة أوقى من الهرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015