كالطعنة النجلاء من يد ثائر ... بأخيه أو كالضربة الأخدود

كالدر والمرجان ألف نظمه ... بالشذر في عنق الكعاب الرود

كشقيقة البرد المنمنم وشيه ... في أرض مهرة أو بلاد تزيد

يعطى بها البشري الكريم ويحتبي ... بردائها في المحفل المشهود

بشرى الغني أبي البنات تتابعت ... بشراؤه بالفارس المولود

كرقي الأوساد والأراقم طالما ... نزعت حمات سخائم وحقود

وقد نظر ابن الرومي إلى قول حبيب «ابنة الفكر» كما نظر إلى تشبيهاته وبغى أن يزيد عليها جودة وحذقًا. وأبو تمام ألبق وأوفر حظًّا من العقل والاحتراس فقد شبه بأمور مما يهز الممدوح السامع ويطرب له كالطعنة من الثائر وشقيقة البرد والبشرى بالغلام للغني أبي البنات والدر والمرجان في نحور الحسان وما عدا ابن الرومي قول أبي تمام.

بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها ... تنال إلا على جسر من التعب

في قوله:

«أتعبت فكري ... كيلا أبتلى بالمتاعب»

تشبيهه مديحه بأنه «قوي كل صب في عناق الحبائب» آبدة وزلة.

وهو بعد القائل في هجاء أحد ممدوحيه:

على بن موسى يحب المديح ... ويفزع من صلة المادح

كبكرٍ ترجي لذيذ النكاح ... وتفرق من صولة الناكح

فما عدا أن وصف حلي مديحه بأنه صولة ناكح. وأفسد هذا الظل عليه جناسه من بعد حيث قال «حقيقًا أن تكون حقاقه» والحقاق جمع حقق ومما يبادر مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015