جمع الأشهب وهو من سباع الطير وهو مما يوصف به البازي.
هذا والنصف الذي بقي من القصيدة ليس بدون ما تقدم في نفس الصياغة وطريقة الجدل. وابن الرومي مشهور بطول النفس لا في القوافي الركب الذلل كهذه الباء ذات التأسيس ولكن في ما هو أعوص، كالثاء التي بنى عليها كلمته:
مطايب عيش زايلته مخابثه ... ومقبل حظ أطلقته روابثه
أي محبوساته. فهي من أربعين بيتًا على هذا الروي والجيمية التي بها رثى الطالبي «أمامك فانظر أي نهيجك تنهج» زادت على مائة بيت بعشرة أو نحوها وله في الحاء والخاء وهلم جرا. وقال فيما بين الثلث والربع الأخير من هذه القصيدة البائية.
ألم ترني أتعبت فكري محبكا ... لك الشعر كيلا أبتلي بالمتاعب
نحلتك حليًّا من مديح كأنه ... قوي كل صب من عناق الحبائب
أنيقًا حقيقًا أن تكون حقاقه ... هي الدر لا بل من ثدي الكواعب
وأنت له أهل فإن تجزني به ... أزدك وإن تمسك أقف غير عاتب
فهذا كانتهاءات أبي تمام حيث يقول مثلًا:
خذها ابنة الفكر المهذب في الدجى ... والليل أسود رقعة الجلباب
بكرا تورث في الحياة وتغتدي ... في السلم وهي كثيرة الأسلاب
ويزيدها مر الليالي جدة ... وتقادم الأيام حسن شباب
وحيث يقول:
خذها مثقفة القوافي ربها ... لسوابغ النعماء غير كنود
حذاء تملأ كل أذن حكمة ... وبلاغة وتدر كل وريد