وأجدي من النعنيف حسن معونة ... برأي ولين من خطاب المخاطب
وفي النصح خيرٌ من نصيح موادع ... ولا خير فيه من نصيحٍ مواثب
وكيف يكون نصيحًا وهو مواثب- وقد أصاب جميع الذي طول فيه ههنا، بشار من قبله في بيت واحد:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... بري نصيح أو نصيحة حازم
والحازم ليس بمواثب ولكنه ليس بموارب.
ومثلي محتاجٌ إلى ذي سماحة ... كريم السجايا أريحي الضرائب
أي السجايا وجمع هنا كما جمع النقائب من قبل.
يلين على أهل التسحب مسه .... ويغضي لهم عند اقتراح الغرائب
له نائلٌ ما زال طالب طالب ... ومرتاد مرتاد وخاطب خاطب
ورنة هذا البيت من أبي تمام. وعلى هذا فهو أكثر ماء مما تقدمه.
ألا ماجد الأخلاق حر فعاله ... تبارى عطاياه عطايا السحائب
كمثل أبي العباس إن نواله ... نوال الحيا يسعى إلى كل طالب
ونظر ابن الرومي هنا إلى قول حبيب:
تكاد مغانيه تهش عراصها ... فتركب من شوقٍ إلى كل راكب
وعلى أنه لم يرد أن يكون راكب بر وراكب بحر فقد فرع من هذا المعنى قوله آنفًا ومن بعد:
يسير نحوي عرفه فيزورني ... هنيئًا ولم أركب صعاب المراكب
يسير إلى ممتاحة فيجوده ... ويكفي أخا الأمحال زم الركائب