في التفسير لأنه كان سالك بر وفيه للص والسبع كلاهما مخشيان ويدلك إنه إنما أراد أمرًا فردًا لصًّا أو أسدًا قوله بعد:
إلى أن وقاني الله محذور شره ... بعزته والله أغلب غالب
فأفلت من ذوبانه وأسوده ... وخرابه إفلات أتوب تائب
فهذا يقوي ما ذهبنا إليه والذؤبان اللصوص والذئاب والخراب جمع خارب وهو قاطع الطريق ومن شواهد كتاب سيبويه:
أن بها أكتل أو رزاما ... خوير بين ينقفان إلهاما
وقوله «إفلات أتوب تائب» تشبيه بعيد ضعيف في هذا الموضع جره إليه شدة غوصه على المعاني لأن التائب توبة نصوحًا يفلت من النار والعذاب إفلاتًا ثم أخذ في صفة سفر البحر:
وأما بلاء البحر عندي فإنه ... طواني على روع مع الروح واقب
جاء بواقب من قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} - ولو كانت واقبة هذه بعد روع لكان لها جرس ورنين ولكن مكانها بعد أن فرق بينهما بشبه الجملة «مع الروح» فيه قلق، وذلك أنه جعل نفسه مطويًّا على روع فالفصل بين هذا الروع ووقوبه يباين شيئًا معنى الطي وقد فصل الشعراء بأكثر من هذا وأطول ولكن قد جاء حذاقهم به وكأنه لا فصل فيه كقول ذو الرمة:
كأن أصوات من إيغالهن بنا ... أواخر الميس أصوات الفراريج
وذلك أن الأصوات تطلب أواخر الميس وإيغالهن بنا فيه تشويق.
ولو ثاب عقلي لم أدع ذكر بعضه ... ولكنه من هوله غير ثائب
ولم لا ولو ألقيت فيه وصخرةً ... لوافيت منه القعر أول راسب