أي السحب الداكن الهاطلة، فكان ينبغي عليه أن يصبر لها، فذلك خير من المكان الذي مال إليه فأوشك أن يميل به.

تراه إذا ما الطين أثقل متنه ... تصرٌّ نواحيه صرير الجنادب

وكم خان سفر خان فانقض فوقهم ... كما انقض صقر الدجن فوق الأرانب

لاحظ الجناس في خان سفر خان. ويعني أنه يسقط فجأة. وهذا التشبيه لا يخلو من عنصر قصد إلى الإضحاك. وصقر الدجن أي صقر يوم الغيم وفسره الشيخ محمد شريف سليم بصقر الظلمة (الهامش مع ص 261 م ج أ. ديوان ابن الرومي، تصوير بيروت) وما أحسب أن صقرًا يصيد في الظلمة والدجن الغيم يدلك على ذلك قول البكري:

وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ... ببهكنة تحت الطراف المعمد

ويوم الدجن لا يحجب الرؤية. ومثل نازلي الخان بالأرانب والحق أن الصقر ينقض فوق الأرنب ولعل ابن الرومي قصد إلى تمثيل حال المسافرين في الخان في ازدحامهم عند مكانة الضيق بحال الأرانب التي يجاء بها في قفص أو نحوه لتباع وتؤكل.

ولم أنس ما لاقيت أيام صحوه ... من الصر فيه والثلوج الأشاهب

واحتاج إلى الجمع كما ترى من أجل القافية:

وما زال ضاحي البر يضرب أهله ... بسوطى عذاب جامد بعد ذائب

فإن فاته قطر وثلجٌ فإنه ... رهين بسافٍ تارة وبحاصب

وكأن في أسلوب الرومي ههنا نفسًا جاحظيًّا فتأمله. وأحسب أنه من أجل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015