وقريحته من الألوان والمعارف والهيئات إلى آخر ما قاله ص 305 - 306 أ. هـ.».
أول شيء ينبه عليه أن المتوكل قتل سنة 247 هـ وقد كان البحتري نظم في مدحه وصفات قصور ومجالسه ما نظم وكل ذلك قد اشتهر ورواه أهل الأدب، وكان المبرد مثلًا عامر المجلس بالطلاب، وكان ينبه طلابه لمحاسن البحتري، وكان له صديقًا وبه معجبًا. وكان ابن الرومي آنئذ في قريب من السن التي زعمها العقاد لابن المعتز إذ كان هو في الأربعين أو حدود الخمسين كان ابن الرومي آنئذ حدثًا لا ينكر على مثله الأخذ والتقليد، ولقد قال البحتري:
حتى طلعت بنور وجهك فانجلت ... تلك الدجى وانجاب ذاك العثير
وملك الملوك، أي المتوكل كما كان يسميه ابن ابنه عبد الله بن المعتز، حي مهيب وكذلك قال البحتري:
ولما حضرنا سدة الإذن أخرت ... رجالٌ عن الباب الذي أنا داخله
الأبيات التي مر ذكرها قريبًا، والفتح والمتوكل كلاهما حي وابن الرومي ابن ست وعشرين وأبيات ابن الرومي:
وتجلي على السرير جبين ... ذو شعاع يحول دون العيان
يمكن العين لمحة ثم ينهي ... طرفها من إدامة اللحظان
فله منه حاجب قد حماه ... كل عين ترومه بامتهان
مأخوذات أخذ تقليد ومحاكاة مما سبق أن قاله البحتري. وقول ابن الرومي «يحول دون العيان» تطويل لا طائل فيه بعد قوله «ذو شعاع» وأدركته وسوسته فاحتاج أو ظن ثم حاجةً إلى الشرح فشرح «يحول دون العيان» بقوله «يمكن العين لمحة» ولله در أبي العلاء إذ قال: «وأما ابن الرومي فهو أحد من يقال إن أدبه كان أكثر من عقله وكان يتعاطى علم الفلسفة» فمن شواهد ذلك هذا البيت