وبقيت من وصف زهير صورة الضفادع يحبون كحبو الجواري في لعبهن وهن يتساببن على النحو الذي رواه أبو تمام:
سبي أبي سبك لن يضيره
ولا تزال صور من نحو هذا الحبو باقية ولها مشابه عند سائر الأمم. ومما تمثل به صفة حقل الكتان:
وجلسٍ من الكتان أخضر ناعم ... توسنه داني الرباب مطير
إذا درجت فيه الشمال تتابعت ... ذوائبه حتى يقال غدير
وحسن الصورة ههنا في حركة الشمال وتتابع الذوائب، أما التشبيه بالغدير فمن معنى انتساج الريح، وقد شبهت الشعراء الغدير الذي تنسجه الريح بالدرع وشبهت الرمل إذ نسجته الريح بالثوب فما عدا ابن الرومي أن نقل من هناك فجعل المنسوج بالريح غديرًا كما جعل الغدير من قبل منسوجًا- قال البحتري في بركة المتوكل:
إذا علتها الصبا أبدت لها حبكا ... مثل الجواشن مصقولًا حواشيها
وقد أخذ ابن الرومي وصفة الحقل من ذي الرمة حيث قال في الخزامي:
كأنها من خزامي الخرج حركها ... من نفخ سارية لوثاء تهميم
ويروي «من خزامي الرمل» والخرج موضع خصب بناحية الرياض من أرض نجد، وحركة الخزامي والريح والسارية اللوثاء، ورشها ههنا واضحة حية.
وقال ذو الرمة:
أو نفحة من أعالي حنوة معجت ... فيها الصبا موهنًا والروض مرهوم
أخذ الرومي ذوائب كتانه من أعالي حنوة غيلان وجاء بدرجت مكان