وما يزيد غضب ابن المعتز على امتعاضة مترف. ولله در أبي الطيب إذ يقول:

توهمها الأعراب سورة مترف ... تذكره البيداء ظل السرادق

وقد كان ابن المعتز ذا فضل وعلم وملكة ولكن حر بداوة الشعر لم يكن ممن يقدرون على توسط صيهوده مع أبي تمام.

كان ناعم الشعر مترف روحه مفرطًا في لين الحضارة حتى حين يركب مذهبًا جاهليًّا من رنة الإيقاع وقوة اللفظ- كما في جيميته:

حث الفراق بواكر الأحداج

وفيها يقول:

بل مهمة عافى المناهل قاتم ... قطعته بمواعس معاج

حتم على الفلوات يطوي بعدها ... بالنص والإرمال والإدلاج

ممتد أنبوب الجران كأنه ... من تحت هامته نحيتة ساج

وإذا بدا تحت الرحال حسبته ... متسربلًا ثوبًا من الديباج

صدق السرى حتى تعرف واضح ... كالقرن في خلل الظلام الداجي

في ليلة أكل المحاق هلالها ... حتى تبدي مثل وقف العاج

والصبح يتلو المشتري فكأنه ... عريان يمشي في الدجى بسراج

حتى استغاث من الشروق بمنهل ... فيه دواح من قطًا أفواج

وكأن رحلي فوق أحقب لاحه ... لفح الهجير بمشعل أجاج

الأحقب الحمار الوحش. لاحه غيره. أجاج بتشديد الجيم أي متقد. وقد يعلم القارئ الكريم أصلح الله خبر ابن الرومي إذ أنشد قول ابن المعتز يصف هلال شوال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015