وسارية لا تمل البكا ... جرى دمعها في خدود الثرى
سرت تقدح الصبح في ليلها ... ببرق كهندية تنضى
فلما دنت جلجلت في السما ... ء رعدًا أجش كجر الرحى
ضمان عليها ارتداع اليفاع ... بأنوارها واعتجار الربى
فالارتداع هو التضميخ بردع الطيب، والاعتجار هو لبس العمامة، فكأن جوانب الأودية والأهضام أكمام من قميص عليها ردع الخلوق ولونه اصفر وكأن الربى قد اعتجرت بعمائم من النبت والزهر، وهذا من قول أبي تمام:
حت تعمم صلع هامات الربا ... من نبته وتأزر الأهضام
ومن نعوت الرائية:
رقت حواشي الدهر فهي تمرمر ... وغدا الثرى في حليه يتكسر
وإلى بيت «تريا نهارًا شابه إلخ» نظر ابن المعتز في قوله:
في ليلة مقمرة بالزهر
من أرجوزته التي مطلعها:
وليلة من حسنات الدهر ... ما ينمحي موضعها من ذكر
ولابن المعتز أراجيز ملاح ومزدوجة حاكى بطريقة عرضها الأحداث بغدادية أبي يعقوب الخريمي.
ولابن المعتز شعر تناول فيه السياسة وهجاء لبني عمومته الطالبيين ينكر عليهم حقهم في الخلافة بدعوة إرث النبي صلى الله عليه وسلم من طريق العباس، والملك بيد مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء.