بانت شريرة عنك إذا بانوا بها ... واستخلفت في مقلتيك خيالًا
كم كان المسكين يحلم بالخلافة.
بيضاء آنسة الحديث كأنها ... قد أشعلت من حسنها إشعالًا
في وجهها ورق النعيم ملا العيو ... ن ملاحة وظرافة وجمالا
وفي التعريض ببعض الأعداء والحساد من هذه القصيدة:
قوم هم كدر الحياة وسقمها ... عرض البلاء بهم علي وطاللا
يتأكلون ضغينة وخيانة ... ويرون لحم الغافلين حلالا
وهم فراش السوء يوم ملمة ... يتهافتون تعاشيا وخبالا
وهم غرابيل الحديث إذا دعوا ... شرا تقطع منهم أوسالا
صرفت وجوه اليأس وجهي عنهم ... وقطعت منهم خلة ووصالا
أليس هذا كله نفس أبي تمام- حتى في صرف وجوه اليأس.
ووهبتهم للصرم وابتل الثرى ... ووجدت عذرًا فيهم ومقالا
ولقد أجاري بالضغائن أهلها ... وأكون للمتعرضين نكالا
ولا يستنكر على ابن المعتز نعت الخيل والبساتين -وقد يكون أراد ان يحاكي امرأ القيس فيجمع بين نعت الخيل والرياض والمطر، غير أنه حتى في هذا لم يسلم من أثر أبي تمام عليه، ولا سيما في وصف المطر إذ هو مما أجاد فيه أبو تمام وقد استسهل به بعض قصائده مكان النسيب، كما في كلمته البائية:
ديمة سمحة القياد سكوب ... مستغيث بها الثرى المكروب
وقد جاء ابن المعتز بنعت المطر في قصائد وفي أراجيز كما صنع أبو تمام مثل: