أما صاحب الصنعة والبديع فهو الأمير والخليفة السيء الحظ عبد الله بن المعتز (247 - 296 هـ) وشعره شديد النظر إلى أبي تمام وقد كان له مقدمًا أيما تقديم- فمن أمثلة اقتدائه به قوله في أول قصيدة له:

أي رسم لآل هند ودار ... درسًا غير ملعب ومنار

وأثاف بقين لا لاشتياق ... جالساتٍ على فريسة نار

أراد به الرماد والاستعارة حبيبية المذهب كما ترى:

ومنها (?):

أيا سدرة الوادي على المشرع العذب ... سقاك حيًّا حي الثرى ميت الجدب

كذبت الهوى إن لم أقف أستكي الهوى ... إليك وإن طال الطريق على صحبي

هذا المعنى على قدم أصول حبيبي، إذ قد ألح حبيب على الوقوف بالديار وحبس صحبه بها.

وقفت بها والصبح ينتهب الدجى ... بأضوائه والنجم يركض في الغرب

أصانع أطراف الدموع فمقلتي ... موقرة بالدمع غربًا على غرب

فهذه الأبيات ما خلا بيت منها من طريقة حبيبية- مقلة موقرة بالدمع. مصانعة أطراف الدموع. انتهاب الصبح الدجى بأضوائه.

وتأمل قوله:

بنت شريرة عنك إذ بانوا بها

هذا التعليل ورد أطراف الكلام بعضه على بعض مذهب حبيبي- زار الخيال لها لا بل أزاركه وهلم جرا ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015