سيرانوادا- وأخذ شوقي من قول البحتري:

لا بسات من البياض فما تبـ ... ـصر منها إلا فلائل برس

فجعل عصائب مكان فلائل ونحو:

لم يرعني سوى ثرى قرطبي ... لمست فيه عبرة الدهر خمسي

فهذا من «لم يعبه أن بزمن بسط الديباج» أخذ شوقي إيقاع «لم يعبه» فجعل مكانه «لم يرعني» وأبي البحتري إلا أن يفرض نفسه عليه فرضًا فترجم قوله: «تتقراهم يداي بلمس» في عجز هذا البيت حيث قال: «لمست فيه عبرة الدهر خمسي». ونحو:

بلغ النجم ذروة وتناهي ... بين ثهلان في الأساس وقدس

فهذا بيت رضوى وقدس واستحيا شوقي من رضوى فجعل كلا الجبلين نجديين وكأن شوقيًّا كان يعجبه بيت «تتقراهم يداي بلمس» فكرر الأخذ منه في قوله:

ومكان الكتاب يغريك ريا ... ورده غائبًا فتدنو للمس

والموازنة بين السينيتين بعد تكلف وعناء وما أراه حكمًا شططًا أن زعم زاعم أن شوقي رحمه الله ما عدا أن أخلى بعد قوله:

اختلاف الليل والنهار ينسي ... اذكر إلي الصبا وأيام أنسي

وهو المطلع ونحن ننتظر ذكر الصبا وأيام الأنس فلا نصيب من ذلك طائلًا والبيت الذي بنيت عليه القصيدة:

وعظ البحتري إيوان كسرى ... وشفتني القصور من عبد شمس

ما كان إلا ترنمًا ورياضة قول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015