راهبٌ في الضلوع للسفن فطن ... كلما ترن شاءهن بنقس

يا ابنة اليم ما أبوك بخيل ... ما له مولعًا بمنع وحبس

أحرامٌ على بلابله الدو ... ح حلال للطير من كل جنس

كل دارٍ أحق بالأهل إلا ... في خبيث من المذاهب رجس

نفسي مرجلٌ وقلبي شراع ... بهما في الدموع سيري وأرسي

(قلت هذا مأخوذ منقول البحتري فلها أن أعينها البيت).

واجعلي وجهك الفنار ومجرا ... ك يد الثغر بين رمل ومكس

وطني لو شغلت بالخلد عنه ... نازعتني إليه في الخلد نفسي

وهفا بالفؤاد فق سلسبيل ... ظمأ للسواد من عين شمس

(ليس لعين شمس سواد وزعم الشارح أنه ما حول البلدة من القرى، وعندي أن شوقيًّا لما ذكر عين شمس جعل لها ككل عين سوادًا فيكون المراد أخص من يخص في عين شمس وهذا يرجحه قوله من بعد).

شهد الله لم يغب عن جفوني ... شخصه ساعة ولم يخل حسي

يصبح الفكر والمسلة ناديـ ... ـه وبالسرحة الزكية يمسي

وكأني أرى الجزيرة أيكا ... نغمت طيره بأرخم جرس

هي بلقيس في الخمائل صرح ... من عباب وصاحب غير نكس

(العمل في هذا البيت كثير، وأخذه من تشبيه البحتري في صفة البركة إذ جعلها على لسان بلقيس المتوهمة صرحًا، وخلع شوقي هذه الصفة على الجزيرة فجعلها بلقيس والخمائل صرحها والصاحب هو سليمان في خبر بلقيس وهو الخديوي في قصة الجزيرة وهذا قول البحتري: «لم يك بانية في الملوك بنكس» وتعب العمل في جميع هذا لا يخفى).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015