باقتراب منها، أي وقوفه الذي وقفه عند الإيوان، وإنما برر وقوفه أن أصحاب هذا الرسم وإن لم يكونوا قومه فهم أهل نعماء على قومه -وهنا معنى عام أثنى فيه ثناء كريمًا على ما كان من مشاركة الفرس بعقولهم وقلوبهم في بناء حضارة الإسلام، وحسبك شاهدًا على ذلك سيبويه في علم العربية ونافع في علم القراءات والبخاري في علم الحديث وهذا باب واسع.
أيدوا ملكنا وشدوا قواه ... بكماةٍ تحت السنور حمس
وقد قام ملك بني العباس على جند خراسان وكان عنصر الفرس وغير العرب فيهم فاشيًّا- وعمى البحتري مراده فزعم أنه يشير إلى ما كان من إعانة كسرى لسيف بن ذي يزن سيد اليمن وملكه، وطي قبيلة البحتري يمانية الأصل، فعمى البحتري بظاهر هذه العصبية اليمنية، ولم يخل في ذلك من نظر إلى أن أول أمر بني العباس قد كانت لطيء فيه مشاركة قوية على يدي آل قحطية وقد استمر الشرف فيهم من زمان أبي العباس وأبي مسلم إلى زمان البحتري، وقد كان محمد بن حميد وآل حميد ممن مدح ورثى.
وأعانوا على كتائب أريا ... ط بطعن على النحور ودعس
السنور في البيت الذي تقدم أي الدروع. وأرياط هو قائد النجاشي الذي وجهه إلى اليمن فدوخها. ما يخلو هذا البيت من نوع إشارة خفية ومن نوع كشف معًا. وذلك أن «أرياط» موازن لأشناس فكأنه جعل «أرياطـ» رمزًا لجند الترك الذين اصطنعتهم فأودوا آخر الأمر بالخليفة وبالخلافة. وكأن البحتري يحرض عليهم أهل الحمية من رجال فارس. وقد كانت إزالة دولة الترك على أيدي بني بويه من بعد. على أن سلطان الترك وبلاد ما وراء النهر جميعًا إنما كان طرفًا من دولة سلطان فارس القديم.
وأراني من بعد أكلف بالأشـ ... ـراف طرًّا من كل سنخ واس