القبل هنا وفي بيت البحتري بضم القاف ويسكون الباء جمع أقبل وقبلاء من القبل بالتحريك.

ثم يقول البحتري:

نصبت لهم طرفًا حديدًا ومنطقًا ... سديدًا ورأيًّا مثلما انتضى النصل

وعندي، كأن البحتري قد نظر إلى معلقة زهير في كلمته التي مدح بها المتوكل وذكر الفتح في أمر الصلح الذي كان بين بطون بني ربيعة والعفو الذي عفاه الخليفة عن جناتها:

منى النفس من أسماء لو تستطيعها ... بها وجدها من غادة وولوعها

وبحرها من المقبوض الضرب والعروض وقافيتها من المتدارك والنظر فيه من غير إسراف سرق إلى صور المعلقة قوي- ولكأن قوله:

شروبًا تساقى الراح رفها شروعها

فيه صدى وظلال من قول زهير:

فلما وردن الماء رزقًا جمامه ... وضعن عصي الحاضر المتخيم

وفي هذه اللامية نظر إلى:

صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو

جد في أمر الحرب والسلم في العينية كجد زهير في الميمية، وأخلص في المدح وخلص بكل شعره إليه في اللامية كما فعل زهير.

ونعود بعد إلى ما دعا إلى الإشارة إلى أصناف هذه الأبيات، وهو ما قدمناه من انصراف أبي عبادة عن تأمل هيئة الإيوان وهندسته إلى ذكريات من ماضي تجاربه عند عظمة الخليفة ووزيره الجليل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015