لحظوك أول لحظةٍ فاستصغروا ... من كان يعظم فيهم ويبجل

متحيرون فباهت متعجب ... مما رأى أو ناظر متأمل

وعندما يؤذن له -قال وهو من مأثور قوله ومشهوره:

ولما حضرنا سدة الأذن أخرت ... رجالٌ عن الباب الذي أنا داخله

فأفضيت من قرب إلى ذي مهابة ... أقابل بدر الأفق حين أقابله

فسلمت واعتاقت جناني هيبةٌ ... تنازعني القول الذي أنا قائله

فلما تأملت الطلاقة وانثنى ... إلي ببشر آنستني مخايله

دنوت فقبلت الندى في يد امرئ ... جميلٍ محياه سباط أنامله

وهذه الأبيات في الفتح وزير المتوكل -وإنما كان مدح البحتري له طرفًا من مدحه المتوكل كما قد كان مجد الفتح ظلًّا من مجد المتوكل.

قال يصف وفود قبائل ربيعة إليه:

أتوك وفود الشكر يثنون بالذي ... تقدم من نعماك عندهم قبل

فلم أر يومًا كان أكثر سؤودًا ... من اليوم ضمتهم إلى بابك السبل

تراءوك في أقصى السماط فقصروا ... خطاهم وقد جازوا الستور وهم عجل

ولما قضوا صدر السلام تهافتوا ... على يد بسام سجيته رسل

إذا شرعوا في خطبةٍ قطعتهم ... جلالة طلق الوجه جانبه سهل

إذا نكسوا أبصارهم من مهابة ... ومالوا بلحظ خلت أنهم قبل

القبل بالتحريك ضرب من الحول أو شبيه به وقد وصف به الهذلي نظر الخيل ونظر الجدأة- قال وهومن شواهد شرح الألفية:

وتبلى الألى يستلئمون على الألى ... تراهن يوم الروع كالحدا القبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015