ساقيها كانت كأجمل ما تكون النساء ساقًا، وكان بساقيها هبوٌٌ من شعر فأزالته النورة. فالصرح بناء إنس لجن على هذا المعنى، إذ لبلقيس نسب أسطوري في الجن، وانتساب إلى الجن بحسنها -قال أبو الطيب:

لجنية أم غادة رفع السجف ... لوحشية، لا، ما لوحشيةٍ شنف

أي لا تلبس الوحشية الأقراط.

والصرح أيضًا بناء جن لإنس إذ الجن كانوا مسخرين لسيدنا سليمان -وقد شبه البحتري المتوكل بسليمان عليه السلام حيث قال في القصيدة التي وصف فيها البركة:

كأن جن سليمان الذين ولوا ... إبداعها فأذقوا في معانيها

فلو تمر بها بلقيس عن عرضٍ ... قالت هي الصرح تمثيلًا وتشبيهًا

وقالت إن أمير المؤمنين كسليمان- هذا المعنى متضمن كما لا يخفى.

وقد صرح به في كلمة على هذا الروى أولها «أنافعي عند ليلى فرط حبيها» فقال:

فلا فضيلة إلا أنت لابسها ... ولا رعية إلا أنت راعيها

ملك كملك سليمان الذي خضعت ... له البرية قاصيها ودانيها

وصورة الثلج على الجبال شامية. ومناظر الشام وجبال لبنان مما يتردد في شعر البحتري تصريحًا وتلميحًا- وقد زعمت العرب أن الجن بنت تدمر لسليمان وتدمر من بلاد الشام، قال النابغة:

ولا أرى فاعلًا في الناس يشبهه ... ولا أحاشي من الأقوام من أحد

إلا سليمان إذ قال إلا له له ... قم في البرية فاحددها عن الفند

وخيس الجن أني قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015