أو العروس هي بغداد وقد توحشت للبحتري. أو عرائس الشعر التي قد كسدت بعد دهر المتوكل أليس البحتري هو القائل يخاطب علي بن يحيى المنجم:

شوق له بين الأضالع هاجس ... وتذكر للصدر منه وساوس

ولربما نجى الفتى من همسه ... وخد القلاص وليلهن الدامس

إذ ليل بغداد بالأنس منير.

ما أنصفت بغداد حين توحشت ... لنزيلها وهي المحل الآنس

لم يرع لي حق القرابة طيء ... فيها ولا حق الصداقة فارس

أعلى من يأملك بعد مودةٍ ... ضيعتها مني فإني آيس

أوعدتني يوم الخميس وقد مضى ... من بعد موعدك الخميس الخامس

وقد يعلم القارئ أصلحه الله خبر يوم الخميس في الحديث الشريف وأسف ابن عباس رضي الله عنهما على ذلك فيما رووا، وما كان مثله ليغيب عن أبي عبادة وما أخال إلا أن ههنا نفحة من الإشارة إليه والله تعالى أعلم.

قل للأمير فإنه القمر الذي ... ضحكت به الأيام وهي عوابس

قدمت قدامي رجالًا كلهم ... متخلف عن غايتي متقاعس

وأذلتني حتى لقد أشمت بي ... من كان يحسد منهم وينافس

وأنا الذي أوضحت غير مدافع ... نهج القوافي وهي رسم دارس

بعد أن ذهب أبو تمام. وقد أوضح النهج الذي انتهجه غير مدافع عن ذلك.

وشهرت في شرق البلاد وغربها ... وكأنني في كل نادٍ جالس

هذي القصائد قد زففت صباحها ... تهدي إليك كأنهن عرائس

ولك السلامة والسلام فإنني ... غادٍ وهن على علاك حبائس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015