فقد جعل القصائد عرائس كما ترى وشكا أن الناس قد خسوا بقدرهن بعد أن ذهب الناس -أو كما قال في السينية الكبرى، وكأنما يصف نفسه، إذ هو بقية أنس الجعفري كما الإيوان بقية مجد كسرى:

عكست حظه الليالي وبات الـ ... مشتري فيه وهو كوكب نحس

فهو يبدي تجلدًا وعليه ... كلكل من كلاكل الدهر مرسي

ثم أخذ ينصرف إلى الإيوان، يعجب به، كما قد اعتبر بما كان من مصيره وفي إعجابه هذا رجعة إلى أول الإعجاب الذي كان منه حيث قال:

وهو ينبيك عن عجائب قوم ... لا يشاب البيان فيهم بلبس

ثم انصرف من هذا الإعجاب إلى العبرة والتأمل، وإنما الشعر الجيد أصداء معان تتجاوب وأنغام ألحان تتناوح:

لم يعبه أن بر من بسط الديـ ... ـباج واستل من شفوف الدمقس

هذه الصفة هي عين قوله من قبل في الرائية:

وإذ صيح فيه بالرحيل فهتكت ... على عجل أستاره وستائره

أي أستاره وما ستر فيهن.

قوله:

مشمخر تعلو له شرفات ... رفعت في رؤوس رضوى وقدس

رضوى كسكرى جبل بالمدينة وقدس بضم فسكون اسم جبل بنجد وبسواها من بلاد العرب. وما ينبغي أن تكون هذه المرفوعة في رؤوس رضوى وقدس هي شرفات إيوان بنته الكفرة فرسًا كانوا أو غيرهم، ولكن شرفات الخليفة والخلافة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015