ولعل هذين البيتين أجود شعر ابن سكرة وذكر الشريشي في شرحه عن بعض الفضلاء أن تمامها هكذا:
يوم مطير وعندي من خواطره ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا
حروف كافاتها فيها مقومة ... إذا تلاها الفتى ذو اللب أو درسا
كن وكيس وكانون وكأس طلا ... بعد الكباب وكس ناعم وكسا
فلو مطرت البحار الدهر لم ترني ... أقول أحسن هذا اليوم بي أو أسا
بتخفيف همزة أسا. وذكر الشريشي أن بعضهم زاد الكافات فجعلها ثمانية وأنشد في ذلك أبياتًا رثة وأن الأمير تميم بن المعز ضمن منها ستة ونقص الكساء وأن أحد مشايخه جعل للصيف ثماني راءات والناس مما يعنون أنفسهم في الباطل. وقد هجا ابن الحجاج ابن سكرة فقال:
سلحة بعد قرقرة ... من سلاح المزورة
ولا أدري ما المزورة وهل هي بواو مشددة مكسورة أو مفتوحة وأراها مفتوحة.
باتت الليل كله ... جوف بطني مخمرة
ثم راحت تخلصا ... فاغتدت ذات طرطرة
ثم سارت كأسهم ... عن قسي موترة
فأصابت بوثبة ... جوف ذقن ابن سكرة
فقد خالفت قوانين الرمي والجاذبية معًا -وشعره الذي أورده الثعالبي كله من هذا الضرب.
وله يهجو، من هذا المجرى:
يا قسوة بعد العشا ... بالبيض واللبن الكثير
في جوف منحل الطبيـ ... ـعة والقوى شيخ كبير
يخرى فيخرج ثرمه ... شبرين من وجع الزحير