وكان أبا العتاهية أخذ من بشار في هجائه ابن معن بن زائدة حيث قال:
وما تصنع بالسيف إذا لم تك قتالا
فصغ ما كنت حليت به سيفك خلخالا
فجعله امرأة ذات خلخال. وله في هجائه قصيدة خبيثة أوردها صاحب الأغاني:
أخت بني شيبان مرت بنا ... ممشوطةً كورًا على بغل
أي مرت بنا كورًا على بغل، مزفوفة على بغل إلى زوجها والكور الرحل.
تكنى أبا الفضل ويا من رأى ... جاريةً تكنى أبا الفضل
قد نقطت في وجهها نقطة ... مخافة العين من الكحل
إن زرتموها قال حجابها ... نحن عن الزوار في شغل
مولاتنا مشغولة عندها ... بعل ولا إذن على البعل
وفيها في أولها:
قال ابن معن وجلا نفسه ... على من الجلوة يا أهلي
ما في بني شيبان أهل الحجا ... جارية واحدة مثلي
صافحته يومًا على خلوة ... فقال دع كفي وخذ رجلي
فإن صح ما زعمه أبو الفرج من أن أبا العتاهية كان مخنثًا ويحمل زاملة المخنثين، فأنفاس هذا الشعر ببعض ذلك تنبش، لما في تأنيث العبارات ولزاجتها إلى أنه شبه ابن معن بامرأة، فمن ذلك قد يرد في الشعر كما في بيتي الشواهد.
من يرعيني مالك وجرانه ... وجنبيه يعلم أنه غير ثائر
حضجرٌ كأم التوأمين توكأت ... على مرفقيها مستهلة عاشر