خبرها قديم وذك فحشائها وراد في الكتاب الكريم. وقد قال جرير:
عرادة من بقية قوم لوط ... ألا تبًّا لما صنعوا تبابا
ولم يزد على هذا. وقول جرير:
أجندل ما تقولي بنو نميرٍ ... إذا ما الأير في إست أبيك غابا
يعني به انتصار الهجاء وفحولته لا يعني عمل قوم لوط، وإن يكن قد أخذ استعارته من هناك، وهذا كقول وكيع بن أبي سود لما قتل قتيبة بن مسلم: «من ينك العير ينك نياكا».
وقد افتن الفرزدق في هجاء جرير بالأتان ولم يهجهم بلواط ومن قبل هجا عمير بن ضابي قومًا فقال:
وأمكم لا تتركوها وكلبكم ... فإن عقوق الوالدات كبير
فاستعظم ذلك أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه وقال إنه لو كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لنزل فيه قرآن. وعير الفرزدق جريرًا بأنه لو خير بين الموت وأن يستبيح أمه لاختار الثانية.
وفي تشنيعات المحدثين باللواط تصريحًا وتلميحًا خبث وروح تشف حضاري ذي كيد لئيم. وقد غضب روح بن حاتم من قول بشار:
توعدني أبو خلف ... وعن ثاراته ناما
بسيف لأبي صفـ ... ـرة لا يقطع إبهاما
لما فيه من التعريض بالتخنيث واللين فهم بقتله فما أنقذه منه إلا أن أجاره الخليفة المهدي. وقد قتله المهدي شر قتلة بقوله:
خليفة يزني بعماته ... يلعب بالدف وبالصولجان
أبدلنا الله به غيره ... ودس موسى في حر الخيزران