حين يذمون النساء استثنى، ويكون بلا ريب أول من يستثنيه أقربهن إليه:
وولى به راد اليدين عظامه ... على دفق منها موائر جنح
هذا كقول طرفة «وكرى إذا نادى المضاف محنبا» إذ التحنيب اعوجاج في القوائم ممدوح.
ولسن بأسواء فمنهن روضةٌ ... تهيج الرياض غيرها لا تصوح
تهيج الرياض أي تيبس ويتطاير نبتها مع الأعاصير.
ومنهن غل مقمل لا يفكه ... من القوم إلا الشحشحان الصرنقح
الغل المقمل من جلد وعليه شعر فيقمل في عنق الأسير.
عمدت لعود فالتحيت جرانه ... وللكيس أمضي في الأمور وأنجح
العود البعير المسن، التحيت جرانه أي سلخت جلد عنقه فصنعت منه سوطًا.
خذا حذرًا يا جارتي فإنني ... رأيت جران العود قد كاد يصلح
وإنما اتخذ السوط لأنه أمد من العصا فإذا صاولتاه كانت إصابته لهما أسرع.
وما أحسبه ذكر السوط إلا انتصارًا للرجل أن يجعله مغلوبًا بعد الذي قدمه من هول أمر صاحبتيه. وهل قصد جران العود إلى أن يجاري حائية ذي الرمة التي يقول فيها:
ذكرتك أن مرت بنا أم شادنٍ ... أمام المطايا تشرئب وتسنح
من المؤلفات الرمل أدماء حرة ... شعاع الضحى في متنها يتوضح
هذا وقد خالطت أقذاع الهجاء من معاني الرفث ضروب من التشنيع باللواط في أشعار المحدثين. وما كانت أشعار القدماء خالية من ذلك، فأمة لوط