أقول لأصحابي أسر إليهم ... لي الويل إن لم تجمحا كيف أجمح
أأترك صبياني وأهلي وأبتغي ... معاشًا سواهم أم أقر فأذبح
وجلي أنه قد اختار أن يقر فيذبح. ولا يخلو جميع هذا التصوير الذي صوره من ضرب جنسي فهذا مكان الشيطنة. فهما - (ولا أرى إلا أنها واحدة جعلها كاثنين غول وسعلاة) على ضربهما وغلبتهما له أما صبيته وأهله.
ألاقي الخنى والبرح من أم حازم ... وما كنت ألقى من رزينة أبرح
ترى رأسها في كل مبدي ومحضر ... شعاليل لم يمشط ولا هو يسرح
وإن سرحته كان مثل عقارب ... تشول بأذناب قصار وترمح
تخطى إلى الحاجزين مدلةً ... يكاد الحصى من وطئها يترضح
لها مثل أظفار العقاب ومنسم ... أزج كظنبوب النعامة أروح
الروح تباعد ما بين الرجلين.
إذا انفتلت من حاجز لحقت به ... وجبهتها من شدة الغيظ ترشح
به -يعني نفسه لأنه هو المقصود بشرها وقد انفتلت على سمنها من الحاجز ثم صوبت عصاها إلى أصل أذنه وهي تقول لقد كنت أصفح عنه أما الآن فلا. وقالت بالعصا تبصر أصل أذنه فهذا مقال بفعل لا يقول كما ترى:
وقالت تبصر بالعصا أصل أذنه ... لقد كنت أعفو عن جران وأصفح
وهل -ليت شعري- عني جران العود تصوير حال شخص آخر تصنع به زوجته أو زوجتاه هذا الصنيع- وأورد القصة كأنها حكاية عن نفسه؟ فيكون هذا من أخبث الهجو. ويكون بعض القوم يعلمون مراده فيقع هذا التلميح أمض موقع، كأن كل بيت منه يقول «إياك أعني واسمعي يا جارة».