فهذه الصفقة الخاسرة هي مكان التشابه والأخذ، ثم يصف جران العود شراسة صاحبته ومساورتها له، تكون بجانبه كأنها لائذة به ثم إذا به تضربه بشمالها أسرع من لمح البصر وإنما لاذت بجانبه لأنه مد يمينه ليضربها.

تكون بلوذ القرن ثم شمالها ... أحث كثيرًا من يميني وأسرح

جرت يوم رحنا بالركاب نزفها ... عقابٌ وشحاج من الطير متيح

فهذا حدوقه في يوم زفافها شاهد بشؤمهما. والشحاج هو الغراب -قال جرير في جيمية الحجاج:

إن الغراب بما كرهت لمولعٌ ... بنوى الأحبة دائم التشحاج

ليت الغراب غداة ينعب بالنوى ... كان الغراب مقطع الأوداج

ثم أخذ جران في تأويل طيرته:

فأما العقاب فهي منها عقوبة ... وأما الغراب فالغريب المطوح

يعني نفسه أنه هو الغريب.

عقابٌ عقنباة كأن وظيفها ... وخرطومها الأعلى بنارٍ ملوح

هذا تهويل، ووظيفها يعني ساقها.

لقد كان لي عن ضرتين عدمتني ... وعما ألاقي منهما متزحزح

لم يخبرنا من قبل أنه يتحدث عن امرأتين، ولكن عن واحدة هي التي إذا ابتز عنها الدرع بدت هيئتها الخشنة ويوم زفافها جرى ما يدعو إلى الطيرة. فإما يكون قد تزوجها على أخرى كالذي أمل أن يكون خروفًا بين أكرم نعجتين فصار حملًا بين الأم ذئبتين. وإما أن يكون قد جعلها ضرتين لشدة الشر الذي لقيه منها. وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015