فانهنه»، وقد ذكرنا عنها شيئًا في الجزء الأول وفي مقالة لنا عن الدرعيات.

ويغدو بمسحاح كأن عظامها ... محاجن أغراها اللحاء المشبح

المشبح بصيغة اسم المفعول المقشور. وقوله ويغدو بمسحاح كأنه تحريف وكأن صوابه ويغدو بشحشاح. وهل عني بمسحاح أنها كثيرة العرق. الذي رجحنا أشبه قال صاحب القاموس وامرأة شحشاح كأنها رجل في قوتها -وهذا يشبه قوله في آخر القصيدة «الشحشحان الصرنقج» - أي إذا له لا يجد غادة بضة ولكن امرأة ذات خلق كخلق الرجل يبسًا وصلابة وكأن عظامها محاجن وهي الخشبات التي تجذب بها الأغصان معقوقفات الأطراف الواحد محجن.

إذا ابتز عنها الدرع قيل مطرد ... أحص الذنابي والذراعين أرسح

أحص قليل الشعر. أرسح قليل لحم العجز. المطرد المطرود ويطلق على المولود بعد آخر فهما طريدان. فإن يكن الموصوف طائرًا فالذراعان جناحاه وهو أحصهما وأحص الذنب لأنه معط ريشه، شببها لقلة لحمها وبروز عظامها بفرخ مطرد منتوف أو بحيوان هزل وذهب شعر ذنبه وذراعيه والوجه الأول أقوى أو يكون شبهها بذئب أرسح إذ بذلك يوصف وهو مطرد لخروجه من تنوفة إلى تنوفة، كما قال في لامية العرب: «أزل تهاداه التنائف أطحل». ابتز بالبناء للمجهول.

فتلك التي حكمت في المال أهلها ... وما كل مبتاع من الناس يربح

ومقال المعري الذي زعمنا أنه من هنا أخذه هو قوله:

يقلن فلانة ابنة خير قوم ... شفاء للعيون إذا شفنه

لها خدم وأقرطة ووشح ... وأسورة ثقائل إن وزنه

فلا تستكثر الهجمات فيها ... فأعراس بتلك دخول جنة

ولو طواعتهن لجئن يومًا ... بأخت الغول والنصف الضفنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015