من ههنا وصف الجبل.

يسد مهب الريح من كل وجهة ... ويزحم ليلًا شهبه بالمناكب

عني بالشهب في هذا الموضع القنن الشهب بالثلج ولم يعن نجوم السماء- أي قممه تزاحم الليل فتصير فيه ببياضها نجومًا مع نجومه.

وقور على ظهر الغلاة كأنه ... طوال الليالي مفكر في العواقب

وهي الرواية التي عهدتها في المنتخب ورواية الديوان «مطرق في العواقب» وذكر الأخرى في الهامش والمعنى متقارب.

يلوث عليه الغيم سود عمائم ... لها من وميض البرق حمر ذوائب

وما أحسبه ذكر الذوائب الحمر إلا لأن أمثالها كان يرى في الأندلس من شعور النساء الشماليات الموطن.

أصخت إليه وهو أخرس صامت ... فحدثني ليل السرى بالعجائب

وقال ألا كم كنت ملجأ فاتك ... وموطن أواه تبتل تائب

وكم مربي من مدلجٍ ومؤوب ... وقال بظلي من مطي وراكب

ولاطم من نكب الرياح معاطفي ... وزاحم من خضر البحار جوانبي

فما كان إلا أن طوتهم يد الردى ... وطارت بهم ريح النوى والنوائب

فما خفق أيكى غير رجفة أضلع ... وما نوح ورقي غير صرخة نادب

وما غيض السلوان دمعي وإنما ... نزفت دموعي في فراق الأصاحب

فحتى متى أرعى الكواكب ساهرا ... فمن طالع أخرى الليالي وغارب

فرحماك يا مولاي دعوة ضارع ... يمد إلى نعماك راحة راغب

فأسمعني من وعظه كل عبرة ... يترجمها عنه لسان التجارب

فسلي بما أبكي وسري لما شجا ... وكان على ليل السرى خير صاحب

وقلت وقد نكبت عنه لطية ... سلام فأنا من مقيم وذاهب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015