وقد ذكر فيها حيزبونًا من بني محارب نزل بها فلم تقرع فبات بشر ليلة- وقال فيها:

ولا بد أن الضيف مخبر ما رأى ... مخبر أهل أو مخبر صاحب

سأخبرك الأنباء عن أم منزل ... تضيفتها بين العذيب فراسب

تلفعت في طل وريح تلفني ... وفي طرمساء غير ذات كواكب

إلى حيزبون توقد النار بعدما ... تلفعت الظلماء في كل جانب

تصلى بها برد الشتاء ولم تكن ... تخال وميض النار يبدو لراكب

فما راعها إلا بغام مطية ... ترجع بمحسور من الصوت لاغب

تقول وقد قربت كورى وناقتي ... إليك فلا تذعر على ركائبي

غلما تنازعنا الحديث سألتها ... من الحي قالت معشر من محارب

من المشتوين القد منا تراهم ... جياعًا وزين الناس ليس بعازب

فلما بدا حرمانها الضيف لم يكن ... على مناخ السوء ضربة لازب

وما أستبعد أن يكون القطامي قال هذه الأبيات على خبثٍ من مذاهب الهجاء، يريد الطعن على قيس، وكانت ربيعة واليمن معًا على قيس في تلك الحروب وإلى ذلك أشار القطامي في الكلمة الدالية التي مدح بها زفر بن الحرث لما من عليه ذلك قوله:

إني وإن كان قومي ليس بينهمو ... وبين قومك إلا ضربة الهادي

مثن عليك بما استبقيت معرفتي ... وقد تعرض مني مقتل بادي

غير بعيد أيضًا أن يكون حميد بن ثور وهو قيسي جاء بداليته على هذا المذهب يريد الطعن على اليمن، إذ قال:

عريبية لا ناحض من قدامة ... ولا معصر تجري عليها القلائد

فدل على نسبها في اليمن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015