فأزاله الرش والسقي. ثم أشار من طرف خفي وفي براعة مع ذلك، إل أن كبشه كان ذا لونين وأنه كان مكرمًا متروكُا لا يروع ليذبح أو يجز وترك الشاة والبعير لا يجز على وجه من وجوه النذر عند البداة هو الإعبار يصنعون ذلك بالشاء وبالإبل أيضًا. ومن أبيات كتاب سيبويه:

أو معبر الظهر ينبي عن وليته ... ما حج ربه في الدنيا ولا اعتمرا

فقوله ينبي عن وليته يدل على كثرة شعر سنامه.

وفي الديوان وفي رسالة الغفران: «فجاءت بذي أونين» أي خاصرتين يدل على انتفاخ جانبيه وفي الشرح إنها جاءت بذلك لحميد وأضيافه وهو عندي لا يستقيم. إنما جاءت بسقاء قديم بعد أن عالجته بالرش والسقي وهذه صفته فأخذه زوجها وملأه لبنًا خالصًا حتى استدار وذلك ينبئ بأن الرش والسقي قد ألاناه وشبهه في استدارته برجل علفوف أي غليظ من الترك راقد. الذي يدلك أنه يصف ملء السقاء قوله على القرو وهو الحوض الذي يلقي فيه الروب بعد استخراج الزبد وأخذ الناس كفايتهم فيجعل للبقية حوض تشرب منه الدواب. والقرو قريب من الماخضة وقرو الخمر قريب من عاصرها وهو الذي أشار إليه الأعشى حيث قال:

شتان ما يومي على كورها ... ويوم حيان أخي حابر

أظل في تيهاء مسجورة ... وأنت بين القرو والعاصر

وأحسب أن العلفوف التركي هو عين الأجير الذي أغضبوه فانتبذ بعيدًا.

فلما أدى واستربعته ترنمت ... «ألا كل شيء ما خلا الله بائد»

هذا يوضح ما قدمناه ويدل عليه دلالة لا ريب فيها. تصف السقاء أنه أدى أي تم تمامه للمخض وقعدت إزاءه واستربعته لتمخض وشرعت تعمل وتترنم وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015