على ذلك أن الشاء مفروضة في زكاة الإبل حتى يبلغن خمسة وعشرين بين بعير وناقة. ومما ينبئ بإرادة الشاء ههنا ذكر الزبد ولا يكون من لبن الإبل.

فجاءت بمعيوف الشريعة مكلع ... أرشت عليه بالأكف السواعد

الشرح الذي ذهب إليه محقق الديوان بعيد وليس المراد عندنا معارضته ولكن توضيح المعنى. زعم هذا الشاعر أنه قد جاء عام خصيب بعد أن توالت أعوام مجدبات فأقبلت هذه المرأة على مخض اللبن. فجاءت بسقاء كان قد أهمل وتلبد عليه الوسخ فجعلت ترشه بالماء لأنه قد أصابه اليبس من طول الجدب والإهمال. وجعل الرش بأكف وسواعد ليدل على حركة ساعديها وساعدي زوجها الناصع المطيع لها ورشه بأصابعه ورشها أصابعها. المكلع بصيغة اسم الفاعل بكسر اللام أو اسم المفعول بفتحها تقول سقاء كلع كفرح أي متسخ تلبد عليه الوسخ وأكلعه. والعجب للمحقق يذكر أن الأصل الذي يحققه «أرشت» بالشين أخت السين، ومع ذلك الأخذ بالسين ولا يستقيم بها المعنى ولا يتضح وقد شاهدنا المخض ورش الأسقية وهذا أمر حال العمل في بواديه تتشابه.

فما زال يسقى المحض حتى كأنه ... أجير أناس اغضبوه ممباعد

أي بعد أن رشته الأكف بالماء رشته باللبن وجعلت تسقيه اللبن ليلين الجلد ويزول كل الوسخ الذي بظاهره وفي فمه وتجاعيده. وهو موضوع على بعد إذ تعني به هذه العناية فشبه بأجير غضب فانتبذ مكانًا بعيدًا فجعل أهل الدار يسترضونه يبعثون إليه باللبن غدوًّا وعشيًّا. مباعد أحب إلى فيها صيغة اسم الفاعل وصيغة اسم المفعول لا بأس بها أي هذه حاله إنه صار منهم غير قريب.

فجاءت بذي لونين أعبر شاته ... وعمر حتى قيل هل هو خالد

فدل على أنه جلد كبش كبير. وجعله ذا لونين لمكان ما تلبد عليه من الوسخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015