يصف جيدها. وقوله «إذا بدا» دقيق جيد. وحميد بن ثور شاعر إسلامي معاصر للقطامي كما يستفاد من كلام المعري في رسالة الغفران. فهذه المرأة إسلامية تضرب بخمارها على جيوبها فيغطي ذلك منها اللبة والعنق فلا يبدو إلا عند شدة حركة عملها إذا تمخض اللبن الرائب لتستخرج منه الزبد. وقد طالما لبست زينة العقود وهي شابة أو معصر تجري عليها القلائد. ولكنها منذ حين تجردت للعمل والكسب تركت العقد فبدا أثره حين كانت تلبس منه كأنه أثر حبال الواردين على صفا الأبار أي على الحجر الذي حول البئر وفي التفات الشاعر إلى نعت مكان العقد كالتنبيه على بقية من جمال. وإنما ترك العقد أثرًا لأنها مرت عليها سنوات من الجدب هزلنها وقد جاء الآن عام خصب.

تتابع أعوام عليها هزلنها ... وأقبل عامٌ ينعش الناس واحد

هذا أخذه من خبر يوسف في القرآن- وإلا لم تكن به حاجة إلى أن يذكر الواحد في قوله:

وأقبل عام ينعش الناس واحد

ولكنه قصد فيما نرجح إلى التشبيه بعام قصة نبي الله يوسف عليه السلام الذي {فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}.

عضمرة فيها بقاءٌ وشدةٌ ... ووال لها باديس النصيحة جاهد

عضمرة أي شديدة الأسر فيها ضمور وقوة. وزوجها جاهد في صدق النصح لها، فجعلها هي صاحبة الأمر وهو مستشار ناصح.

إذا ما دعا أجياد جاءت خناجر ... لها ميم لا يمشي إليهن قائد

أي هو صاحب إبل وشاء والموصوفات ظاهر الأمر أنها إبل لقوله خناجر والخنجرة والخنجورة الناقة العظيمة ولكن صاحب الإبل مما يكون صاحب شاء يدل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015