أي ليست كبيرة مترهلة ولا هي من الصغيرات الدقيقات الرقبات حتى أن القلائد حول أعناقهن تجول.

إزاء معاش لا يزال نطاقها ... شديدًا وفيها سورة وهي قاعد

كني بشدة النطاق عن نشاطها وبقية قوة شبابها وفسر محقق طبعة الديوان (دار الكتب) وهو العلامة الميمني رحمه الله القاعد بأنها التي غادرت زمن الولادة وهو وجه قوي إذ من عادة الشعراء في الوصف أن تجعل عدم الولادة من شواهد القوة يذكرون ذلك في نعت النوق وقل شيء ينعتون به إناث الإبل لا ينعتون به إناث البشر.

على أني أرجح أن المراد بالقاعد في هذا البيت هو معنى القعود الذي هو ضد القيام. ذلك بأن قوله: «لا يزال نطاقها شديدا» يستفاد منه أنها قائمة نشيطة عاملة متحركة وعقد نطاقها محكم الربط لا يتهافت إلى سقوط، فقوله: «وهي قائد» جعله في مقابلة هذه الصفة. ويقويه أن المرأة تمخض وهي قاعدة وهذا يدرك بالمشاهدة.

وأحسب أن دعا الميمني إلى الأخذ بمعنى القاعد إحدى القواعد كما في قوله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ} [سورة النور] أن اللفظ بوزن فاعل بدون التاء المفيدة للتأنيث وهذا مما يجاء به لتخصيص المعنى كما في قولهم حائض وطامث. والمعنى عندي في قاعد: «ذات قعود» فمن أجل ذلك جاء الشاعر بالوصف على صيغة فاعل. والسياق يدل على أن ضد القيام هو المراد:

مداخلة الأرساغ في كل إصبع ... من الرجل منها واليدين زوائد

والزوائد من أثر العمل.

كان مكان العقد منها إذا بدا ... صفا من حزيز سهلته الموارد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015