وقال كعب بن زهير في خروجه من النسيب عندما صار إلى صفة ناقته فنعتها نعتًا محضًا في أربعة عشر بيتًا من نحو قوله:
غلباء وجناء عكلوم مذكرة ... في دفها سعةٌ قدامها ميل
حرف أخوها أبوها من مهجنة ... وعمها خالها قوداء شمليل
ثم عمد إلى التشبيه المخالط للقصص في البيت الخامس عشر فما بعده:
كأن أوب ذراعيها إذا عرقت ... وقد تلفع بالقور العساقيل
القور الجبال الصغار واحدها قار والعساقيل السراب- أي وقد لبست التلال وصغار الجبال أكسية السراب.
يومًا يظل به الحرباء مصطخدا ... كأن ضاحية بالشمس مملول
مصطخدًا أي مصطليًّا بحر الشمس.
وقال للقوم حاديهم وقد جعلت ... ورق الجنادب يركضن الحصى قيلوا
أي قال لهم قيلوا في ساعة اشتداد الحر. ورق الجنادب أي الجنادب الورق أي الرماديات الألوان.
شد النهار ذراع عيطلٍ نصفٍ ... قامت فجاوبها نكدٌ مثاكيل
أي كأن أوب ذراعي هذه الناقة أي رجع ذراعيها، كأنه رجع ذراعي امرأة عيطل أي طويل عنقها وهي طويلة حسنة الجسم. وجعلها نصفًا لأنه ههنا يعنيه أمر نضجها ونشاطها في النوح لشدة مصابها -هي ثكلى ومعها نكد مثاكيل- لم يعطهن من وصف غير أنهن مشؤمات منكودات، وهي أصبحهن وجهًا وأرفعهن قامة وأحدثهن فجعًا.
نواحة رخوة الضبعين ليس لها ... لما نعى بكرها الناعون معقول