البرق الذي كالمخاريق هو الشديد اللمع ذو التعاريج والهول الهائل.

تكركره نجدية وتمده ... مسفسفة فوق التراب معوج

أي تجره ريح نجدية وتردده- معوج سريعة المر.

له هيدبٌ يعلو الشراج وهيدبٌ ... مسفٌّ بأذناب التلاع خلوج

أي له أطراف فوق طرائق الحجارة السود وأطراف فوق مسايل الماء والأماكن المنخفضة.

ضفادعه غرقى رواءٌ كأنها ... قيان شروب رجعهن نشيج

ثم سالت السيول.

لكل مسيل من تهامة بعدما ... تقطع أقران السحاب عجيج

كأن ثقال المزن بين تضارعٍ ... وشابة بركٌ من جذام لبيج

أي إبل ضاربات الأرض بأجرنتهن.

فذلك سقيا أم عمرو وإنني ... بما بذلت من سيبها لبهيج

وقد كنا وعدنا أن نذكر باب الخروج منفردًا وما يفتن فيه الشعراء من أساليب الوصف عنده. وفي الذي تقدم، وفي الذي يلي إن شاء الله عندما نذكر طرق الربط والتخلص وما هو من هذا المجرى من مذاهب الشعراء ما عسى أن يغني عن الإفاضة فيه، إذ نخشى ما يكون مع ذلك من الإطالة اللازمة؛ لأن استطراد الشعراء بضروب الأوصاف في باب الخروج كثير- بل هو طريقهم الذي يندر أن يسلكوا غيره. وذلك لأن الوصف من مقاصد الشعر كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015